في حلقة نقدية اقيمت في جامعة اليرموك: بسام قطوس تحدث عن (جدارية درويش) وزياد الزعبي عن (الانحراف)
</TD></TR> <tr><td>
</TD></TR> <tr><td>
اربد - الدستور ضمن فعاليات مهرجان الشعر العربي الذي يقيمه منتدى الرمثا بالتعاون مع جامعة العلوم والتكنولوجيا اقيمت ظهر امس في جامعة اليرموك حلقة نقدية حضرها الشعراء المشاركون وتحدث فيها د. علوي الهاشمي ود. بسام قطوس ود. زياد الزعبي وادارها د. نبيل حداد. تحدث اولا د. الهاشمي حيث طرح مسألة الحداثة عبر اثارة عدد من الاسئلة والحاجة اليها في الادب العربي وشكل هذه الحاجة ومستقبلها. اما د. قطوس فقرأ فصلا من كتابه الصادر حديثا بعنوان (سيمياء العنوان) وتناول هذا الفصل (جدارية درويش). وبعد تقديمه لمقولاته في البحث باستعراض السيمياء لغة واصطلاحا وما يتعلق به في التراث العربي والثقافات المعاصرة قال: لو طلب مني محمود درويش ان اضع عنوانا لديوانه (جدارية محمود درويش) لاخترت بعد قراءته عنوان (وحيدا في البياض) ليس لانني اذكى او امهر منه في وضع عنوان لديوانه وانما لانني مؤمن بان الحيرة امام العنوان حيرة تلازم كل مبدع بل استحالة الوثوق بعنوان جامع مانع امام سعة امكانات الاختيار. اقول (لو) ولكن اللو هذه لن تتحقق لان تحققها نقيض وجودها كما ان الشاعر هو المسؤول عن عنونة ديوانه وعلينا متلقين ان نتصارع لعنونته. ثم بدأ د. قطوس بقراءة سيميائية لعنوان الديوان منذ الغلاف والحفر في كلمة جدارية ورأى د. قطوس ان حوار درويش مع الموت ما هو الا حوار مع الحياة حوار مع الذات والموضوع حوار مع اللغة وباللغة حوار مع التاريخ والجغرافيا والانسان والزمان والمكان انه حوار مفتوح مع الوجود وعلى الوجود مع بداية الخلق ونهايته حوار مع الانكسار ومراراته وفشل الحلم وخيبته مثلما رأى ايضا ان خطاب القصيدة تسكنه الفجيعة والرعب يحاول الشاعر ان يتمنع او يتكتم على نفسه لكنه ما يلبث ان يبوح يحلق بجناحين محاولا التعالي لكنه سرعان ما يهبط على الارض مفاوضا مع تسليمه بان نده على الارض او في السماء لا يفاوض بل يملي. د. قطوس قال ان الجملة الشعرية هنا تستدير ولا تريد ان تتوقف حتى تقول كل شيء او ليست هذه فرصته الاخيرة للبوح؟ ويطل اللون الابيض المحفور على جدارية برأسه على المستويين الفكري والنفسي ليرى كل شيء ابيض او ليتوحد بالبياض فيرى البحر ابيض والغمامة بيضاء والابدية بيضاء ولينتهي وحيدا في بياضه. البحث الاخير في الحلقة كان للباحث د. زياد الزعبي بعنوان (منابع الانحراف الاسلوبي المعاصر) ودار البحث حول نقطة محورية واحدة هي البحث عن جذور مصطلح الانحراف في الدراسات النقدية المعاصرة العربية والاوروبية. وقد رأى د. الزعبي ان هذا المصطلح بصياغته اللغوية ومحمولاته الدلالية يعود الى جذور ارسطية تبدت في كتابي (الشعر) و(الخطابة) كما بين ان انتقال هذا المصطلح الى الثقافة العربية عبر الترجمات والشروح التي قدمها الفلاسفة المسلمون داعما هذه الطروح بسلسلة من الشواهد والنصوص من الدراسات المعاصرة والدراسات العربية القديمة.